في الحياة العادية نظن أحياناً أننا نختار قبعاتنا، ولكن الأمر مختلف لأن القبعة تختار صاحبها، ولكل عقد من الزمن قبعته.، فكيف إذاً تطورت القبعة عبر الزمن؟ وما أشهر القبعات التي دخلت التاريخ؟ استفهامات كثيرة سنحاول الغوص فيها, إضافة إلى جولة حول أهم صانعي القبعات، وأغلى القبعات ثمناً في هذا التحقيق...
صخب العشرينيات
راجت الإكسسوارات بقوة في تلك الفترة، وبما فيها القبعات، ومن أكثر التصاميم شعبية كانت قبعة الجرس «كلوش» Cloche Hat، وهي تتناغم مع تسريحة الشعر القصير بوب Bob Haircut وتكون ملتصقة بالشعر ومزخرفة بالورود أو بالتطريز من الأمام. وساد التوربان الذي غلف الشعر في الفساتين الرسمية، وصُنع من الساتان أو المخمل من وحي تيار الآرت ديكو الذي كان مسيطراً في تلك الفترة.
مع حلول منتصف القرن، وبعد الحرب العالمية الثانية، باتت الموضة مينيمالية.واستبدلت النساء القبعات الكبيرة بالقبعات العسكرية الطراز، ودرج ما سمّي بـ Tam hat وهي نوع مسطّح من قبعات البيريه الفرنسية الطراز المزخرفة بمشابك مجوهرة.
تراجيديا الستينيات
مع تقدم القرن خفّ وهج القبعات، لتتألق بعدها مع تبوّؤ جون كينيدي مهامه كرئيس للولايات المتحدة من 1960 إلى 1963، إذ كانت السيدة الأولى جاكلين كينيدي تعتمد الظهور بقبعات مسطّحة من دون حواف. ومع شِباك على العيون أحياناً. أطلق على هذه القبعة تسمية Pillbox Hat وكانت جاكلين كينيدي تعتمر واحدة منها بلون زهري يوم اغتيال زوجها، من تصميم هالستون Halston.
يمكنك الاطلاع على أفضل 7 اتجاهات للإكسسوارات المستوحاة من عروض الأزياء
تطور القبعات عبر الزمن
اختلف المؤرخون في مجال الموضة حول تاريخ القبعة، إذ قيل في البدء إنّ غطاء الرأس تطوّر على شكل قبعة، فهذا الإكسسوار الذي ارتبط بدلالات دينية في حقبات معينة، كان مخصصاً بصيغته المينيمالية ليقي الطبقة العاملة من أشعة الشمس، قبل أن يدل لاحقاً على أصحاب الثروات والمنزلة الرفيعة. منذ عصر الفراعنة ومروراً بعصر النهضة، تغيرت الكثير من الأمور، وتحولت القبعة إلى إكسسوار سحري يحتفظ بقدرة عجيبة على إحياء المظهر الممل، وإخراجه من رتابته. تعود نشأة القبعة إلى 3200 ق. م. مع كليوباترا في مدينة طيبة المصرية، حيث كانت ترتدي نوعاً من القبعات المجوهرة والمرصّعة بالأحجار الكريمة. وتطوّرت لتزدهر في عصر النهضة مع الغزوات بحثاً عن ثروات القارات المجهولة، فباتت القبعة دليلاً على أرستقراطية صاحبها، وغدت إكسسواراً أساسياً في عالم الموضة النسائية. وفي العصور الوسطى، حافظت القبعة على مكانتها، وتطورت زخرفتها لتشمل طبقة النبلاء والملوك والأثرياء. واعتمد مصمّمو القبعات في بريطانيا على تنفيذ قبعاتهم باللونين الأصفر (رمز الإيمان) والأخضر (رمز الحكمة) للشابات اللواتي لا يتجاوزن الخامسة والعشرين من العمر.
في خزانة ماري أنطوانيت
هي من أكثر الملكات إثارة للجدل في مجال الأناقة، فنظرة واحدة إلى خزانتها تكفي، لأنها كانت تحتوي على كمية كبيرة من الشعر المستعار والقبعات الكبيرة المزدانة بالريش أو المرصعة بالأحجار الكريمة. لقد طبعت الملكة نهاية القرن الثامن عشر بإطلالاتها التي كانت عبارة عن شينيون عالي الشعر، وقد ثبتت فوقه القبعة الكبيرة والمزخرفة. وندين للملكة بالفضل في ابتكار إكسسوارات الشعر التي تشبه القبعة والمسمّاة Fascinator، وهي الإكسسوارات التي تشبه القبعة وتثبت على الشعر ويتدلّى منها الشِباك على الجبين، وهو الإكسسوار المعتمد اليوم من قبل العائلة الملكية البريطانية، وخاصة أميرة ويلز كيت ميدلتون. لقد جسدت القبعة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مكانة المرء في المجتمع، فالخدم والنساء العاملات كانوا يضعون على رؤوسهم ما يسمّى بـ Mob cap وهي على شكل قلنسوة بيضاء تغطي الشعر خلال العمل، وهي خالية من الزخرفة منفذة من القطن.
هل أنت مهتمة بالتعرف على قبّعة البيريه ولمسة الأناقة الفرنسية The Beret Hat
تعاون إيلي صعب مع صانع القبعات الإيطالي بورسالينو
كان بارزاً في مجموعات الأزياء الجاهزة لخريف وشتاء 2023-2024 تعاون إيلي صعب Elie Saab مع صانع القبعات الإيطالي بورسالينو Borsalino. وأثمر هذا التعاون عن تصميم إيلي صعب لمجموعة مصغّرة Capsule لعلامة بورسالينو، جاءت فيها القبعات ذات الشكل الأيقوني والمصنوعة من اللبّاد، محمّلة بنفحة أنثوية وعصرية، على طريقة صعب المعهودة. وبورسالينو هي أقدم مؤسسة إيطالية في صناعة القبعات، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1857، تحت اسم جيوسيبي بورسالينو وإخوته.
أشهر صانعي القبعات المعاصرين
القبعة عمل أيقوني قبل أن تكون حرفة متوارثة ومجرد إكسسوار جمالي في عالم الموضة، لذا يشكل موسم الصيف بالنسبة لمصمم القبعات أدريان فيليب هوارد Adrian Phillip Howard فصلاً مزدحماً كغيره من صانعي القبعات، المنهمكين في تلبية الطلبات لسباق «رويال أسكوت» Royal Ascot وحفلات الزفاف البريطانية. يعمل هوارد في متجر Fortnum & Mason، ويتخذ من الطابق الثاني له مشغلاً، فزبائنه من العائلة الملكية، وقد بدأ بتصميم الحقائب كنوع من الهواية، ولكن القبعات التي يصممها لحفلات السباق تعتبر الأكثر بذخاً، «فعندما تأتي السيدة وقد اختارت الفستان الملون للحفل وتريد إضافة ألوان إلى القبعة، يبدأ التحدّي» كما يقول المصمم. هذا التحدي يجعل المصمم محبوباً من النساء، فالأزواج كما يقول، يتذمرون من حجم القبعات التي تحتلّ المكان، سواء في الحفل وفي منازلهم أيضاً.
يمضي هوارد غالبية وقته في مشغل في حديقته في إيست ساسيكس جنوبي بريطانيا، ولكنه يسافر إلى لندن مرتين في الأسبوع لأخذ القياسات في المتجر المعروف منذ العام 2009.
يعتبر أول مصمم قبعات في منطقته منذ العام 1958 لذا يرى نفسه محظوظاً كما يقول، إذ تقصد هاورد زبونات من مختلف الفئات العمرية، وخاصة العرائس، فالقبعة شرط أساسي للزواج.
يستوحي هاورد من حقبة هوليوود الكلاسيكية للنجمات مثل أودري هيبورن، وتستغرق صناعة القبعات من يوم إلى أسبوعين. لا تعتبر أسعارها منخفضة، فيبدأ سعر القبعة من 430 دولاراً، ليتخطى المليون إذا كانت مرصعة بالجواهر. تشعر بعض النساء أن القبعة لا تليق بها وهذا خطأ كبير، لأنهن لم يلتقين بعد بالتصميم المناسب لهن على حد تعبيره.
ما رأيك بالتعرف على 6 اتجاهات رئيسية لملحقات الأزياء هذا العام
قبعات استثنائية
قبعة للمصمم لويس مارييت
$ 2.7 Million
ثمة قبعات تساوي عشرة دولارات، مقابل قبعات تساوي الملايين، فقبعة Chapeau D’amour التي صمّمها لويس مارييت Louis Mariette بطلب من متجر هارودز Harrod’s البريطاني كلفت 2.7 مليون دولار أميركي، ونفذت من البلاتينوم المرصّع بالألماس، تم عرضها في صالة كريستيز Christie’s.
قبعة للمصممة سيرينا ليندمان
$ 750.000
في أكتوبر 2006 صممت Serena Lindeman في ملبورن أستراليا قبعة بـ 750.000 دولار أميركي للأميرة البالينيزية والعارضة ليندي كليم Lindy Klim تم ترصيعها بأحجار ماسية زنتها 130قيراطاً، وأضيف إليها 70 قيراطاً من الأحجار الكريمة الملونة ولؤلؤ بحر الجنوب.
ملحق القبعات
لا تفوتي عليك فرصة التألق بأجمل القبعات هذا الموسم، لأنها من الصيحات الأساسية في عالم الموضة وفرضت نفسها بشكل كبير في عروض الأزياء العالمية.
تمّ التنويع في الصيحات والأفكار والأشكال، بما يتيح لك إختيار أفضل التصاميم التي تعبر عن ذوقك وشخصيتك الفريدة.
يمكنك أيضاً الاطلاع على أجمل صيحات القبعات من أسبوع الموضة في نيويورك